مركز المساعدة
مساعدة سريعة

تشخيص الحمل من خلال فحص الطبيب

الموضوع الشامل لتشخيص الحمل من بداية حدوثه وظهور أعراض الحمل المبكرة واختبارات الحمل لتأكيد حدوثه - وفحص الطبيب بمختلف الطرق لضمان الرعاية الطبية السليمة لحملك.

عندما تشك المرأة بحملها عليها أن تبادر فوراً لزيارة طبيب أخصائي - قضى بعد الدراسة سنوات عدة يتدرب فيها عملياً على العناية بالحوامل وذلك للوقوف على حقيقة الأمر - فـ إذا كانت النتيجة إيجابية قدم لها الإرشادات والتعليمات الواجب إتباعها طوال فترة الحمل - واثناء الولادة وحتى ما بعد الولادة بقليل

أول لقاء مع طبيب النساء والتوليد


اقرئي موضوعنا عن موعد الزيارة الأولى لطبيب النساء »

أنتِ الآن في أول لقاء مع طبيبك الخاص - سوف يستمع إلىكِ ويتعرف على ملاحظاتك بخصوص العلامات التي استشعرتيها خلال اسابيعك الأولى بعد الإخصاب .. ومن المفترض أنكِ قمتي بعمل الخطوات اللازمة بعد استشعارك علامات الحمل المبكرة وتأخر دورتك الشهرية - وهي اجراء اختبارات الحمل ..
ولمزيد من التفاصيل اقرئي :
اختيار طبيبك الخاص

حتى يمكنك فهم تشخيص الحمل يجب التعرف على خط الزمن الذي تمر به الحامل منذ الإباضة وتخصيب البويضة ثم المراحل المبكرة التي تمر بها المرأة الحامل وهي : بداية اكتشافها للحمل من خلال ملاحظاتها الشخصية لعلامات أو اشارات وجود الحمل - ومدى تطابق هذه الملاحظات مع العلامات الطبية لحدوث حمل - هذا التطابق سوف يتم من خلال تشخيص الطبيب المبدئي ثم بداية الفحص الطبي الشامل .. لذا سوف نبدأ في التعرف على كيفية حدوث الحمل ومتى يحدث. 

أمور يجب أن تعلميها مسبقاً

كيف يحدث الحمل ؟

حدوث الحمل عندما تُلقح البويضة الأنثوية بالنطفة الذكرية - بعد الجماع مع الزوج في فترة الخصوبة والتي تمثل أيام الإباضة المحتملة - في بوق أحد النفيرين تنتقل هذه البويضة الملقحة عبر النفير لتستقر في الرحم - هذه الرحلة التي تقطعها البويضة المُلقحة إلى جوف الرحم للتعشيش - تأخذ في حدود من 7 إلى 9 أيام - وبعد زرع البويضة الملقحة في بطانة الرحم تبدأ عملية تطور الجنين بإذن الله.

ومن المفترض حتى يظهر كيس الحمل بالتصوير البطني ( سونار على البطن )  يجب أن يكون عمر الحمل  6 أسابيع على الأقل - وحتى يظهر الحمل بالتصوير المهبلي ( الداخلي ) يجب أن يكون عمر الحمل خمسة أسابيع - وبمعنى آخر لا يمكن للمرأة مشاهدة كيس الجنين إلا بعد انقضاء فترة في حدود اربعين يومياً وما فوق منذ اليوم الأول للدورة الأخيرة .. وقد يختلف توقيت وضوح كيس الجنين من مرأة لأخرى حسب ظروف الحمل المختلفة.

أما قبل ذلك وفي الفترة المبكرة للحمل - لا يمكن للمرأة الظن بكونها حامل إلا بعد ظهورعلامات للحمل - علامات الحمل الأولى أو المبكرة - وعادة تلتبس الأمور على المرأة  حتى لو سبق لهذه المرأة ان حملت - بالرغم من ظهور أكثر من علامة أو اشارة على الحمل - فكيف إذا تم الامر لأول مرة ؟

أعراض الحمل (علامات قد تدل على وجود حمل )

قد تعتقد المرأة بانها حامل اذا ظهرت بعض علامات الحمل  وتكون في الواقع غير حامل - كما قد تعتقد بانها غير حامل لأن لا ظهور لعلامات الحمل - ولكنها في الواقع تكون حامل دون أن تدري !!

كل امراة تتأثر بالحمل على نحو يخالف غيرها من النساء كما أن كل حمل قد يغاير الحمل الاخر ( مع نفس المرأة قد يختلف الحمل الاول معها عن الثاني ) .. ومن هنا تكمن أهمية تشخيص الحمل بواصطة الطبيب المختص.

فلا ثقة بكلام الأهل والجيران  فـ المطلوب هنا هو أن تذهب إلى الطبيب المختص - الذي يتأكد بخبرته العلمية في المجال من وجود الحمل و بوسائله الخاصة - بعون الله تعالى - فيتم الامر على خير وجه - مع راحة بدنية وفكرية معقولة - كما يُتاح للطفل وهو بيت القصيد - أن يكون سليم البنية ولامه أن تكون بصحة جيدة

أهمية طبيب النساء والتوليد بعد اختبار الحمل

من الأمور التي يجب أن تعلميها هي أهمية طبيب النساء للتأكد من ومتابعة حملك - فبمجرد أن تشكي أنك ربما تكوني حاملاً أم لا - أو رأيتي هذا الخط الوردي أو علامة الموجب بـ اختبار الحمل المنزلي ام لم يظهر الخط اطلاقاً مع احساسك الشديد أنك حامل - ابدئي العناية بنفسك وتصرفي كما لو كنتي حامل بالفعل مع ضرورة ترتيب موعد  مع طبيب متخصص في النساء والولادة - في أقرب وقت بعد اجراء الاختبارات و ظهور علامات الحمل المبكرة مثل الغثيان الصباحي وتأخر الدورة عن موعدها .. انه من الواجب عليكِ بدء العناية بنفسك فهذا سيعود بالنفع عليك وعلى الجنين لو كنتِ حامل - مثل البعد عن كل ما هو ضار بحملك مثل الكحوليات والتدخين - واتبعي نظاماً غذائياً سليماً وما إلى ذلك ...

ان تأكدك من حملك من خلال اختبارات الحمل وحدها لا تكفي ولا تُغني عن مقابلتك لطبيب متخصص في تلك الفترة المبكرة من الحمل - بل ستشعرين بمزيد من الثقة والراحة  إذا رأيت الطبيب - الذي يتأكد بخبرته العلمية في المجال - بإذن الله - من وجود الحمل و بوسائله الخاصة التي سوف تعزز  صحة ملاحظاتك واختبار الحمل الذي اجريتيه منذ أيام .. فبعض علامات الحمل الجسدية ومنها ارتخاء الرحم والتغير في قوام عنق الرحم - قد تضحى واضحة لطبيبك بعد مضي فترة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع من الحمل .. وبالرغم من أن الاختبارات أو الأطباء المتخصصون ليسوا معصومين من الخطأ إلا أنه من غير الشائع أن يظهر فحص طبي شامل نتيجة سلبية خاطئة.
لمزيد من المعلومات اقرئي : اختيار طبيب النساء والتوليد والتعاون معه »

مراحل  تشخيص الحمل في عيادة الطبيب

في لقاءك الأول بطبيبك سوف يمر معكِ الطبيب بمراحل اساسية لتشخيص الحمل على لترتيب التالي : 
  1. استماع الطبيب إلى ملاحظات الحامل.
  2. الفحص الجسدي ( الفحص السريري ).
  3. الفحص المخبري ( اختبارات الحمل).
  4. التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  5. معرفة تاريخك الطبي كاملاً.
  6. تاريخك الولادي السابق.
  7. تاريخك الاجتماعي وبعض المعلومات عن أحوالك الشخصية.

الاستماع إلى ملاحظات الحامل

سوف يستمع الطبيب بداية إلى ملاحظات المرأة عن الفترة السابقة والتي تمثل أعراض الحمل التي تعاني منها ومن ثم الشك في كونها حامل - وهي على النحول التالي :
  •  تأخر أو انقطاع الدورة الشهرية ( انقطاع الطمث ) : وهو من أشهر علامات الحمل واول علامة تأخذها المرأة على محمل الجد في الحكم على كونها حامل من عدمه - فهذا ما تلاحظه أغلب النساء حين يحسبن أنهن حوامل خاصة إذا كان الحيض منتظماً في السابق .. ولكن هذا الامر لا يدل دلالة كافية على حصول الحمل - لان طول الدورة الشهرية عند أكثرية النساء  قد يقل او يزيد ببضعة أيام - وعند انقضاء الحيض عشرة ايام على الموعد المنتظم - تزداد نسبة حصول الحمل - اما عندما ينقطع الحيض الثاني فهناك ترجيح لاحتمال حصول الحمل .. وبالرغم من اهمية انقطاع الدورة الشهرية في عملية حدوث الحمل إلا أن هذا الانقطاع قد يكون بسبب امراض عصبية أو نفسية او بسبب اختلال التوازن الهرموني المفروض في الجسم - وكذلك بعض التورمات السرطانية لا قدر الله - والضعف العام والنقص في التغذية والالتهابات الحادة - واسباب اخرى عديدة ..

    وفي هذا المجال يجب ان نعلم بأن الحمل قد يحصل بدون حيض سابق - عند الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة - اي قبل حدوث اي حيض - كما ان النساء اللواتي يرضعن أطفالهن قد يحملن مع عدم حدوث حيض اثناء فترة الرضاعة وكذلك قد يحدث الحمل عند بعض النساء اللواتي يعتقدن بانهن قد بلغن سن اليأس ... ولابد من لفت النظر إلى ان بعض النساء يحملن ويحضن رغم ذلك مرة أو مرتين بعد الحمل - إلا أن فترة الحيض ستكون قصيرة وكمية الدم قليلة وهناك حالات استثنائية جداً - حيث تحيض الحامل بانتظام وطيلة فترة الحمل ولكن الارجح هو وجود اضطراب في وظيفة الاعضاء التناسلية عند هؤلاء النساء.


  • تبدلات الثديين ( تغيير ثدي الحامل ) : قبل موعد الحيض المرتقب بقليل - تشعر المراة بانتفاخ في الثديين وتضخمهما - وهذه التغيرات نفسها تطرأ على الثديين ايضاً أثناء الحمل ولكن بدرجة طبعاً أوضح اثناء الحمل .. فيصبح الثدي اكبر حجماً واكثر ثقلاً مع شعور بالم طفيف بالحلمة والثدي .... ومع تقدم الوقت - تصبح الحلمة والدائرة المحيطة بها اكثر سواداً من ذي قبل وأكبر حجما - مع ظهور بعض الحبيبات الصغيرة ( غدد الحليب التي تنمو وتكبر الى ان تظهر بوضوح بعد شهرين من الحمل ) هذه الحبيبات هي عبارة عن خوات تمهيدية لتحضير الحليب للطفل القادم - وبعد الشهر الرابع - تستطيع الحامل ان تحصل على سائل ابيض لزج اذا ضغطت على الحلمة وهذا ما يبشر بقدوم الحليب فيما بعد .. ثم تزداد نسبة الإفراز لهذا السائل حيث تضطر المرأة الى وضع بعض اللفائف على الحلمة لحماية الثياب ..

    صورة توضح شكل حلمة الصدر من الشكل العادي ( بدون حمل ) على اليسار الى شكل الحلمة مع تقدم الحمل

    واذا ما جف هذا السائل - احدث ذرات صغيرة تهيج الجلد وتسبب شقوقاً مؤلمة تستدعي غسل الحلمة بالماء الفاتر وتجفيفها بدقة وليونة ..يرافق كل هذا تضخم للأوعية الدموية الموجودة في الثديين والتي لم تكن لتظهر قبل الحمل وهي علامات تساعد على تشخيص الحمل - اذا كان لأول مرة - وليس لها اهمية تذكر في الحمل التالي أو الاحمال الاخرى - خصوصاً - إذا كانت المرأة قد ارضعت اطفالها السابقين.
  • لون الجبين ومحيط الفم : لون الجبين ومحيط الفم فقد يصطبغان بلون أصفر مائل غلى الحمرة خصوصا لدى الشقراوات - وسرعان ما يختفي هذا اللون بعد الولادة بوقت قصير.
  • تعدد البيلات ( كثرة عدد مرات التبول ) : إن تعدد مرات التبول عند المرأة هو من أعراض الحمل المحتملة - لان الرحم النامي يضغط على المثانة لإفراغ البول - وهذه البيلات تتناقص مع تقدم الحمل - لان الرحم الرحم يتصاعد باتجاه البطن .. وقد تعود البيلات إلى سابق عهدها - في الاسابيع الاخيرة من الحمل - اذا ما ضغط راس الجنين على المثانة  .. يجب الا يكون تعدد مرات التبول سبباً من اسباب تخفيض تناول السوائل واذا تضايقت الحامل في ايامها الاخيرة من حيث النوم - فما عليها إلا ان تمتنع عن تناول السوائل اعتباراً من الساعة السادسة مساءاً ولغاية صباح اليوم التالي
  • الغثيان والتقيوء وعلاقته بالحمل : إن الغثيان هو ثاني أعراض الحمل  اهمية - لكن ثلث النساء الحوامل لا يشعرن باي غثيان - والثلث الثاني يشعرن به في الصباح وبشكل خفيف دون اي إقياء - اما الباقيات فـ الغثيان يسبب لهن قئ في الصباح واثناء الاكل وقبله وبعده واحياناً طول النهار - مع حصول حرقة على رأس المعدة   .. ويظهر هذا القئ  بعد اسبوعين من انقطاع الحيض الأخير ويستمر عادة إلى حوالي نهاية الشهر الثالث من الحمل ولا يتجاوز لهذا الحد إلا فيما ندر

    إن سبب الغثيان والتقيؤ غير واضح تماما فمنهم من يعتبر ان الجنين جسم غريب ويسبب الاضطرابات في جسم امه فيحدث التقيؤ والغثيان - ومنهم من يرد سبب ذلك غلى الخلل الهرموني الذي يبدأ في أول الحمل - وهناك ايضا من اعتبر أن التغيرات التي تطرأ على الجهاز العصبي عند المرأة هي السبب في ذلك .. والحقيقة ان الطب لازال عاجزاً عن تحديد السبب بوضوح لكن العلاج يعطي نتائج ايجابية لا بأس بها - أما اذا رفضت المرأة الحامل تناول الادوية التي يصفها الطبيب - للحد من الغثيان والتقيؤ - فإن ذلك يؤثر سلباً على حالتها الصحية  وبالتالي على عملية نمو الجنين.
  • التبدلات النفسية والعصبية : تتبدل تصرفات المرأة الحامل فتكره مأكولات كانت تستسيغها وتحب ماكولات اخرى لم تكن لتحبها قبل الحمل - أما الاضطرابات النفسية التي تصيبها - فتجعلها تشعر بهبات حارة تارة وباردة تارة اخرى كما تشعر احياناً بصداعع أو بدوار خفيف مع ميل الى النوم
  • انتفاخ البطن : تنتفخ بطن الحامل مع تطور الحمل وتظهر كتلة ناعمة فوق الحوض في اواخر الشهر الثالث - وهذا هو الرحم النامي الذي يكبر - ثم يصعد تدريجياً ليصل الى سرة البطن في اخر الشهر الخامس وحينئذ يتاكد وجود الحمل ..
إن استعمال المشدات ( الكورسيه ) والاربطة لتمويه بروز البطن - مضر جداً جداً - اذ قد يؤدي الى اضرار كثيرة بالنسبة للجنين و للام.

  • حركات الجنين : إن حركات الجنين تعتبر دليلاً ساطعاً على حصول الحمل - ولكنها تظهر متأخرة (علامات حمل غير مبكرة ) عن غيرها من الاعراض - وهي تبدأ عادة في الشهر الخامس من الحمل كرفرفة في أسفل البطن ثم تصبح قوية فيما بعد والجنين بيبتدي يتشاقى - ومع انها حركات غير مؤلمة - لكنها تزعج الحامل في نومها..

أما اذا مضت على الحامل ثلاثة او اربعة ايام دون ان تشعر بحركة الجنين فعليها مراجعة الطبيب فوراً - والذي سيصغى الى نبضات القلب بواسطة جهاز مخصص - ليتأكد ان الجنين حي بفضل الله

الفحص الجسدي لتشخيص الحمل

بعد استماع الطبيب إلى ملاحظات المراة المتمثلة في علامات بداية الحمل السابقة - ينتقل الطبيب إلى المرحلة التالية وهي الفحص السريري - لان الملاحظات التي تقدمها المرأة ما هي إلا خطوة تمهيدية لا تفي بالغرض من حيث التأكد من الحمل - ولكنها تخلق جواً من الثقة بين الطبيب والحامل - وكذلك تحضرها لقبول الفحص خاصة إذا كان هذا هو الحمل لأول لها..

أولاً : فحص الثدي 

سوف يبدأ الطبيب بفحص الثديين ليتحقق من وجود حبيبات الحليب ومن اللون المتغير للحلمة وما حولها - ومن وجود اللبن ( الحليب ) في حلمة الثدي بعد الضغط عليها.
ثم ينتقل إلى فحص الرحم ليتأكد من انتفاخه بسبب وجود البويضة الملقحة في إحدى زواياه .. يكون الإنتفاخ جزئياً في بداية الحمل كما يكون في إحدى الزوايا - فإذا فرزت البويضة من المبيض الأيسر وحصل الحمل انتفخت الزاوية اليسرة من الرحم - وإذا فرزت من المبيض الأيمن وتم الحمل استقرت في الزاوية اليمنى للرحم وأدى ذلك إلى انتفاخها.

ولابد من القول إن الانتفاخ الذي يحصل في بداية الحمل يشبه إلى حد كبير الانتفاخ الذي يحصل عندما يتأخر الحيض - لذلك فإن الانتفاخ لا يمكن أن يعطي الدليل القاطع على حصول الحمل - ولكن فحص الرحم ضروري جداً إذ أنه بالإضافة إلى أنه قد يشكل دليلاً على حصول الحمل - كذلك فإنه يسمح للطبيب بمعرفة ما إذا كان أورام أم لا - كما يسمح له بمعرفة وضعية الرحم من حيث انحناؤه إلى الامام أو الى الوراء - وبالوقوف على سلامة النفيرين والمبيضين وعلى عدم وجود التهابات حادة أو علة أخرى.

وبعد هذا ينتقل الطبيب إلى الإصغاء لنبضات قلب الجنين - فإذا سمع هذه النبضات تأكد له الحمل ولم يعد ثمة مجال للشك إطلاقاً - ولقد تم اكتشاف النبضات عن طريق المصادفة ومنذ مائة عام عن طريق طبيب سويسري وضع أذنه على بطن حامل ليستمع إلى حركات الجنين - وإذ به يسمع دقات منتظمة تشبه دقات الساعة ( سبحان الله ) - فأدرك انه خفقان الجنين داخل الرحم.
إن دقات القلب عند الجنين تقارب الـ 140 دقة في الدقيقة وقد تُسمَع حوالي منتصف الشهر الخامس أو بعده بقليل وفي كل حال فإن هذا الخفقان يؤكد حصول الحمل - كما يبين حالة الجنين الجيدة التي تجعل الأم والطبيب معاً بحالة السرور والتفاهم والثقة المتبادلة.

قد تخطئ المرأة في التمييز بين الحركات الناتجة عن غازات في البطن وبين حركات الطفل - أما الطبيب وبواسطة الجس البطني - فلا يخطئ بعون الله - علماً بان الحركات التي تدل على الحمل لا تبدأ إلا في أواخر الشهر الخامس وتعتبر علامة أكيدة من علامات الحمل.
  
وفي بداية الحمل لا يستطيع الطبيب التأكد من ذلك في غياب حركات الطفل وخفقان القلب - لذلك فهو يعتمد على ملاحظات المرأة وعلى فحص الثديين ومن ثم على فحص الأعضاء التناسلية نفسها - وفحص الحوض والرحم .. كما يلي :

ثانياً : فحص للأعضاء التناسلية الخارجية ومهبلك وعنق الرحم

ويتم هذا الفحص الذي يسمى بـ " الفحص المهبلي " بأن تسترخي المرأة على طاولة مخصصة للفحص وتُغطى كلياً ما عدا منطقة الأعضاء التناسلية ثم يلاحظ الطبيب الغشاء المخاطي للفرج والمهبل - إذا كان أزرق اللون ( علامة من علامات الحمل ) وبعد ذلك يدخل إصبعيه ( السبابة والوسطى) مستورتين بكف معقم من المطاط - في المهبل - ويتحرى عن حجم الرحم - امتداده - تضخمه - اتجاهه - مع وجود منظار جوفي بالداخل تماماً (كذلك الذي يستعمل عند إجراء المزرعة) .. وكلها علامات للتشخيص وجميع هذه العلامات إذا ما أضيفت إلى العلامات الأخرى قد تعطي فكرة أوضح عن احتمال حدوث الحمل

وفي هذه الأثناء يجب على المرأة أن تغمض عينيها - وأن تسترخي كلياً وأن تتنفس عميقاً من الفم - لكي لا تشعر بالألم من جهة وكي تساعد الطبيب للوصول إلى النتيجة المطلوبة

رابعاً : فحص الحوض والرحم

سوف يرغب الطبيب في فحص الحوض والرحم لتحديد مدة الحمل التقريبية 
فحص لأعضاء الحوض باستخدام كلتا اليدين (يد بالمهبل والأخرى على البطن) ومن الممكن أيضاً عبر المستقيم والمهبل وتقييم لحجم وشكل عظم الحوض (الذي من خلاله سيحاول طفلك في النهاية العبور).

خامساً : فحوصات أخرى هامة لسلامة الأم والجنين

بجانب هذه الفحوصات وبعد التأكد من وجود حمل سوف يقوم الطبيب بإجراء مجموعة أخرى من الفحوصات الجسدية للأطمئنان على صحة الأم وسلامة الحمل .. وتشمل هذه الفحوصات:
  • فحص القلب.
  • فحص الرئتين.
  • فحص الثديين والبطن.
  • قياس ضغط دمك - ليكون بمثابة القراءة الأساسية التي يقارن بها القراءات التالية.
  • ملاحظة الوزن والطول (قبل الحمل الحالي).
  • فحص الذراعين والساقين للكشف عن الدوالي والاستسقاء (تورم ناتج عن وجود ماء زائد بالأنسجة) - ليمثل قراءة أساسية يقارن بينها وبين قراءات الزيارات التالية.

التحاليل المخبرية للكشف عن الحمل

منذ القديم والحضارات الإنسانية تسعى جاهدة لاكتشاف طريقة ما لتشخيص الحمل - فكان الاطباء المصريون يضعون البول على القمح والشعير - فإذا نمت النبتة بشكل سريع - دل ذلك وبنظرهم طبعاً  على حدوث الحمل المبكر - أما الاطباء الدجالون - فكانوا يكتفون بالنظر إلى بول الحامل حتى يعلنوا النتيجة فوراً - بالإضافة إلى معلومات أخرى يعجز الطب الحديث عن معرفتها بكاملها

وفي العصر الحديث يُجري الأطباء تحليلات تعتمد على البول لتشخيص الحمل فتعطي نتائج متقدمة جداً - واختبارات أخرى تتم عن طريق الدم ونتائجها أكيدة 100% ( بإستثناء الخطر البشري وهو نادرا جداً).

أولا : تحليل الحمل بالبول

إن الاختبار بواسطة البول أسهل بكثير من الفحص الطبي - ذلك أن بعض النسوة يرفضن الكشف الطبي بسبب الخجل أو البيئة أو بسبب الاعتقاد الخاطئ الذي يقول إن الفحص الطبي يؤدي إلى الإجهاض - وهناك صعوبة أخرى عندما تكون المرأة شديدة الحساسية أو صاحبة مهبل ضيق أو عندما تتعلق الحكاية بفتاة عذراء من الممكن أن تكون قد حملت على الرغم من محافظتها على غشاء البكارة - وذلك بسبب المداعبة السطحية والإتصالات الجنسية الخارجية  - حيث يمكن للسائل المنوي أن يدخل من فتحة المهبل إلى غشاء البكارة إلى الداخل.

ثانياً : تحليل الحمل بالدم

وهناك طريقة أخرى لتشخيص الحمل تعطي نتيجة أكيدة 100% وهي اختبارات الدم - و تُجرى بعد أسبوع من حدوث الحمل (تخصيب البويضة) وما بعد - هذه الطريقة هي أكثر تعقيداً من أختبارات البول واختبار الحمل عن طريق الدم يستهدف الكشف عن هرمون الحمل hcg (االمنشط المنسلي المشيمي) في الدم -  وإما أن يكون اختبار دم عادي ونتائجه سريعة وعبارة عن نتيجة سلبية أو نتيجة ايجابية - أو يكون تحليل حمل رقمي B-hcg  وهو اختبار يستلزم عدة ساعات ونتائجة عبارة عن بيان بكمية هرمون الحمل في الدم -  ويكون مطلوب في حالات معينة حيث أنه يظهر كمية هرمون الحمل الفعلية ومقارنتها بالكمية التقديرية المناسبة لفترة الحمل الحالية - لذلك عادة يجرى هذا الاختبار مرتين بينهم على الاقل 48 ساعة - للاطمئنان أن الحمل يتطور بشكل سليم.

وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات على الدم وعلى البول أيضاً - وذلك لرفع نسبة التشخيص لديه - ومهما تكن نتائج الاختبارات فمن المستحسن إجراء فحص طبي أيضاً - إذا بلغت مدة الحمل 6 أسابيع وما فوق.

ثالثاً : مجموعة من الاختبارات الطبية الشائعة

هناك بعض التحاليل الطبية الأخرى التي تجرى بشكل روتيني لجميع الحوامل - وبعضها يجرى بشكل روتيني في بعض أنحاء البلاد أو لدى بعض الأطباء وليس لدى غيرهم - وبعض الاختبارات تجرى فقط عند الضرورة .. وتشمل أكثر اختبارات الحمل شيوعاً :
  • اختبار دم لتحديد فصيلة الدم والعامل الريصي.
  • اختبار بول لفحص معدلات الجلوكوز (السكر) والبروتين وكرات الدم البيضاء والبكتيريا.
  • اختبارات دم مسحية لتحديد معدلا الأجسام المضادة والمناعة ضد أمراض مثل الحصبة الألمانية.
  • اختبارات لاستبعاد الإصابة بأمراض معدية مثل : الزهري – السيلان – التهاب الكبد (بي) – المتدثرة – فيروس نقص المناعة.
  • اختبارات جينية للكشف عن تليف البنكرياس الحويصلي أو أنيميا فقر الدم المنجلي أو داء تاي ساكس أو أية أمراض جينية أخرى.
  • مزرعة للكشف عن سرطان عنق الرحم.
  • اختبار لمستوى سكر الدم للكشف عن أية احتمالات للإصابة بالداء السكري لدى السيدات اللاتي لديهن تاريخ أسري في الإصابة بالداء السكري - وهؤلاء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم وهؤلاء اللاتي أنجبن قبل ذلك طفلاً كبيراً للغاية أو يعاني من عيوب خلقية – أو اللاتي اكتسبن وزناً كبيراً في حمل سابق (وجميع النساء الحوامل يجرين اختباراً مسحياً لنسبة الجلوكوز للكشف عن سكر الحمل في الأسبوع 28 من الحمل تقريباً).

التصوير بالموجات فوق الصوتية ( السونار )

وهو عبارة عن آلة صوتية ترسل ذبذبات ما فوق الصوت ( فوق الصوتية ) ومن خلال البطن - إلى الرحم ثم تعود هذه الذبذبات وتنعكس على شاشة تليفزيونية صغيرة - بشكل خطوط حمراء مركزة

وتُستخدم طريقة التصوير الصوتي ليس لتشخيص الحمل وحسب - وإنما لكشف الأمراض الداخلية والتشوهات الخلقية أيضاً - لا قدر الله - حيث انها تعطي قياساً دقيقاً لحجم الرحم وكذلك لحجم البويضة الملقحة قبل أن تصبح جنيناً وبعده - كما يمكن أن تبين بوضوح تام إذا كان الحمل قد حصل داخل الرحم أو خارجه.

تاريخك الطبي كاملاً

بعد تأكيد وجود الحمل - سيرغب الطبيب في معرفة  تاريخ آخر دورة شهرية طبيعية لتحديد موعد الولادة التقديري (برنامج بيتي بيديا لحساب موعد الولادة) .. ولكي يحيطك الطبيب بأفضل رعاية ممكنة - سيرغب في معرفة الكثير عنك .. اذهبي إلى عيادة الطبيب وأنتِ مستعدة بما لديكِ من تقارير طبية عنكِ بالمنزل أو اتصلي بطبيبك الأصلي لينعش ذاكرتك بشأن التالي :
  • تاريخك الطبي الشخصي : المرض المزمن – مرض أو جراحة مهمة سابقة – حساسية معروفة من أي شيء بما في ذلك الحساسية ضد اية عقاقيرز
  • المكملات الغذائية : الفيتامينات والمعادن والأعشاب وما إلى ذلك .. أو العقاقير (سواء المتوفرة في الأسواق أو التي أخذتيها بناء على تعليمات طبيب - والتي تأخذينها حالياً أو أخذتيها منذ حدوث الحمل.
  • تاريخ أسرتك الطبي : الاضطرابات الجينية – الأمراض المزمنة – مشكلات حمل غير معتادة.
  • تاريخك الشخصي فيما يتعلق بالناحية النسائية : سنك عند أول دورة شهرية – الطول المعتاد لكل دورة – مدة وانتظام الدورات الشهرية.

تاريخك الولادي السابق

الولادات أو الإجهاضات السابقة – بالإضافة إلى مسار حالات حملك السابقة والمخاض والولادة.

تاريخك الاجتماعي وأحوالك الشخصية

سوف يطرح طبيبك كذلك أسئلة عن تاريخك الاجتماعي مثل : سنك ووظيفك – عاداتك الحياتية (كيف تأكلين؟) وسواء تمارسين الرياضة أو تشربين الكحول أو تدخنين أو تأخذين عقاقير منشطة أم لا – أو تتعاطين المخدرات أم لا .. وعوامل أخرى في حياتك الشخصية والتي قد تؤثر على حملك (معلومات عن والد طفلك ومعلومات عن أصولك العرقية).

وأخيراً لابد أن تعلمي أن زيارتك للطبيب هي فرصة للنقاش ! .. هذا هو الوقت المناسب لتطرحي على الطبيب جميع أسئلتك ومخاوفك

فريق العمل