مركز المساعدة
مساعدة سريعة

الإجهاض المبكر Miscarriage

تعريف الإجهاض المبكر ومتى يحدث والعلامات والأعراض الدالة على حدوث إجهاض مبكر وسبل العلاج الممكنة

تعريف الإجهاض المبكر


إن الإجهاض المبكر هو طرد تلقائي للجنين من الرحم في الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل قبل أن يكتمل نمو الجنين ليستطيع العيش بالخارج .. والإجهاض المبكر شائع للغاية - فالعديد من الأطباء يؤمنون أن كل امرأة تقريباً ستمر بإجهاض مبكر واحد على الاقل في سنوات خصوبتها - حيث أنه يحدث في نحو 40 إلى 65% من حالات الحمل .. وأكثر من نصف هذه الحالات تحدث في مرحلة مبكرة للغاية قبل حتى أن يتم تشخيص الحمل ( ولهذا السبب يكون معدل الإجهاض في حالات الحمل التي تم تشخيصها أقل كثيراً ) - لذا فإن حالات الإجهاض هذه تمر دون أن تلاحظها الأم فتخرج في صورة دورة شهرية طبيعية أو غزيرة ...

والغالبية العظمى من النساء اللاتي يعانين إجهاضاً مبكراً يحملن بشكل طبيعي في المستقبل .. إن كنت تعرضت لإجهاض للتو أو منذ فترة قريبة - قد يفيدك قراءة هذا الموضوع : ماذا أفعل بعد أن تعرضت للإجهاض ؟

أسباب الإجهاض المبكر والعوامل المساعدة على حدوثه


الإجهاض المبكر عادة ما يكون ناجماً عن أسباب متعلقة بالجنين ( بخلاف الإجهاض المتأخر بعد الشهر الثالث إلى الاسبوع الـ 22 من الحمل والذي عادة يكون ناجماً عن أسباب تتعلق بالأم نفسها أو المشيمة ) ... والأسباب المتعلقة بالجنين هي الشذوذ الكروموسومي أو الجيني بالجنين (عيب تكويني).

ان الإجهاض المبكر يسبقه غالباً موت الجنين - وبهذا تكون أسباب موت الجنين هي نفسها أسباب الإجهاض المبكر - أما اسباب موت الجنين فهي التالية :
  1. وجود عيب في البويضة المُلقحة أو الحيوان المنوي.
  2. وجود عيب في الرحم أو المسالك الرحمية.
  3. اصابة أحد الأنبوبين ببعض الأمراض قبل تلقيح البويضة.
  4. فشل جسم الأم في إنتاج كمية كافية من هرمونات الحمل.
  5. كميات غير الكافية من هرمون الغدة الدرقية.
  6. القليل للغاية من جرعة اليود.
  7. بسبب مشكلة في استجابة الجهاز المناعي للجنين.
  8. من المحتمل الكثير من هرمون البرولاكتين.
  9. العوامل البيئية مثل :  التغذية السيئة - العدوى - التدخين والكحول - العقاقير الضارة بالحمل - الإشعاع.

وأهم أسباب الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هو وجود عيب تكويني (شذوذ) في الجنين منذ بدء تكوينه - وأسباب هذا العيب غير معروفة تماماً ولكن التجارب التي أجريت على عدد من الحيوانات - دلّت على أنه إذا اجتمعت كوينة معيبة (جين معيب Defective Gene) من الأب بـ كوينة معيبة من الأم - وكانتا تحملان نفس العيب - خرج الحمل معيباً .. أما إذا كانت احدى الكوينتين صحيحة والأخرى معيبة فإن الحمل يكون سليماً والجنين صحيحاً على الغالب.

وإلى جانب الجينات المعيبة  يوجد محيط الجنين المعيب مما جعل بع الأطباء يعتقدون بمفعول المحيط المعيب في تسبب الإجهاض والعيب التكويني ..  ان تحرك البويضة في قناتي فالوب في اتجاه الرحم وانغرازها في بطانة الرحم ثم تكوّن الطبقة المغذية Trophoblast وامتصاص الأغذية والمواد من البرك الدموية المحيطة بالبويضة ثم تحضير بطانة الرحم لاستقبال الجنين - أمور بالغة الدقة - وان اي خلل في هذه المرحلة أو اي نقص في غذاء الجنين - ناتج عن عدم تطور الطبقة المغذية أو عدم استعداد بطانة الرحم لتقبّل الجنين - يسبب العيب التكويني.

وفي الحمل الطبيعي لا ينتج الإجهاض المبكرعن ممارسة التمرينات أو ممارسة الجماع أو العمل بكد أو رفع الاشياء الثقيلة .. والغثيان والقئ حتى إن كانا حادين - لا يسببان الإجهاض .. في الواقع - هناك دليل يثبت أن النساء اللاتي يعانين هذه الأعراض يقل لديها خطر الإجهاض .. وليس من المحتمل كذلك أن سقطة أو لكمة أو فزعة فجائية من الممكن أن تسبب إجهاضاً .. والأمثلة كثيرة على هذا - نشاهدها على أرض الواقع في الريف والقرى وفي البيئة القبلية !!

 علامات وأعراض الإجهاض المبكر


  • في معظم الأحيان يكون هناك نزيف يصاحبه تقلصات أو الم بمنتصف أو أسفل البطن أو الظهر.
  • في بعض الأحيان يكون هناك ألم حاد أو مستمر - يستمر أربعاً وعشرين ساعة أو أكثر ولا يصاحبه نزيف.
  • أو يكون هناك نزيف غزير مثل الدورة الشهرية - دون ألم .
  • أو بقع دموية خفيفة مستمرة - تستمر ثلاثة ايام أو أكثر.
  • التجلطات أو المواد الرمادية قد تنزل عند البدء الفعلي للإجهاض.

قد يحدث ولكن ليس معنى ذلك حدوث الإجهاض بالضرورة - فهو علامة تنذر باحتمال حدوث إجهاض - أما نزول الدم فإنه علامة خطيرة خاصة عندما تصاحب الشعور بألم .. وليس من الصواب أن تسكت المرأة الحامل بأي صورة من الصور على ظهور تلك العلامات فور حدوثها - بل تتصل بطبيبها فوراً - حتى يتخذ الاجراءات السريعة اللازمة والتي تكفل سلامة الحامل واستمرار الحمل ..

وهنا نجد أنه من المناسب الحديث عما يسميه البعض بـ " الحمل الغزلاني " وهذا الأسم يطلق على الحالات التي يكون فيها الحمل قائماً وبالرغم من ذلك نجد أنه في ميعاد الدورة الشهرية ينزل دم مشابه لدم الحيض - إلا أن كميته أقل  ومدة نزوله أقصر ولا يصاحبه أي ألم او تقلصات - وقد تحدث هذه الحالة ولكن في الشهور الثلاثة الأولى فقط من الحمل ولا تستمر بعد ذلك .. فالجنين في بداية الشهر الرابع يكون قد ملأ كل الفراغ في الرحم ولا يترك أي مجال لحدوث هذه الحالة .. ومن المؤكد أن مثل هذه الحالة - الحمل الغزلاني - تعتبر من الحالات النادرة التي يصعب تشخيصها - ومن الضروري للأم زيارة طبيبها وألا تهمل وتخطئ في تشخيصها بأنها حالة " حمل غزلاني " وبالتالي تضيع فرصة ثمينة لانقاذ الحمل واستمراره. 

علاج الإجهاض المبكر


حينما يكون هناك نزيف أو تقلصات - يطلق على الحالة " إجهاض وشيك " .. والإجهاض لا يحدث بالضرورة ولكن يكون من الوارد حدوثه - وإن وجد الطبيب بعد الفحص أن عنق الرحم متسع و / أو الأغشية المحيطة بالجنين قد انفجرت - فإنه في هذه الحالة يفترض حدوث الإجهاض أو أنه في مرحلة التقدم .. وفي هذه الحالة لا يكون في الإمكان فعل شيء للحيلولة دون فقدان الجنين - كما أن الأنسجة الجنينية إذا كانت قد نزلت فمن المحتمل أن يكون الغجهاض قد حدث بالفعل ..

وعلى الجانب الآخر - لإن تبين من خلال السونار أو جهاز دوبلر أن الجنين لا يزال على قيد الحياة - فإن الاحتمالات تكون جيدة أن الإجهاض المهدد لن يحدث .. وإن لم يكن الجنين حياً ولكنه لم ينزل بعد من الرحم - تسمى هذه الحالة " إجهاض متروك " أو إجهاض فائت ..

لمزيد من التفاصيل حول أنواع الإجهاض اقرأ : الإجهاض

وبصفة عامة في حالات الإجهاض الوشيكة سيأمر الطبيب المرأة الحامل بملازمة الفراش ويحد من أنشطتها - بما في ذلك الجماع - وعلى الأرجح يصف لها مسكناً للالم حتى يتوقف النزيف أو الألم .. وثمة أطباء آخرون لن يقترحوا علاجاً بعينه اعتماداً على النظرية القائلة " إن حملاً محكوماً عليه بالإخفاق سوف ينتهي - سواء بعلاج أو لا - وإن حملاً صحياً سوف يستمر - أيضاً بعلاج أو لا " ...

والهرمونات التي كانت تستخدم بشكل روتيني فيما سبق لعلاج النزيف المبكر - نادراً ما تستخدم الآن لوجود شك في فاعليتها وخوفاً من الأثر الذي تتركه على الجنين في حالة استمرار الحمل .. ومع ذلك - ففي حالات قليلة للغاية قد تستفيد النساء من أخذ الهرمون وهن النساء اللاتي تعرضن للإجهاض قبل ذلك وكانت أجسادهن تفرز كمية قليلة للغاية من هرمون البروجيسترون ..

وفي حالات الإجهاض المتكررة - حينما يكون فرط هرمون البرولاكتين ( هرمون الحليب )  هو السبب - قد تساعد العقاقير التي تهدف إلى تقليل معدلات البرولاكتين في دم الأم لاستمرار الحمل حتى بلوغ التمام والولادة في الوقت الطبيعي بإذن الله...

وفي بعض الأحيان - حينما يحدث إجهاض بالفعل - فإنه لا يكتمل .. فقط أجزاء من المشيمة والكيس السلي والجنين هي التي تخرج - وفي هذه الحالة يسمى الإجهاض بـ الإجهاض الناقص أو غير كامل ..

لمزيد من المعلومات حول التصرف الطبي في حالة الإجهاض 
اقرأ : ماذا أفعل إن تعرضت للإجهاض



فريق العمل

: يمكنك المشاركة بتعليق وبدء النقاش من هنا